تعتبر الكحة أو السعال بشكل عام من الأمور الطبيعية، إذ يشكل ردة فعل طبيعية للجسم للتخلص من المواد المهيجة للقنوات الهوائية، وينقسم السعال إلى قسمين، سعال جاف لا يحتوي على بلغم، وسعال رطب يحتوي على بلغم، ولعل أشهر أنواع البلغم هو البلغم الأبيض (الرغوي) ، وبالتأكيد فإن البلغم في الظروف العادية لا يشكل خطراً، ولكن في بعض الحالات إن استمر فإنه يثير قلق الكثيرين، فما المقصود به؟ وكيف يمكن علاجه؟
البلغم
يعتبر البلغم مادة سميكة لزجة، تعلق أو تتدلى في منطقة الجزء الخلفي من الحلق، ويتم تصنيعه بواسطة أغشية المخاط لحماية ودعم الجهاز التنفسي، والمخاط بشكل عام هو طبقة واقية تحفظ الأنسجة الحساسة في الشعب الهوائية من الجراثيم والمواد المهيجة، وتبطن الأغشية المخاطية كلاً من الفم والأنف والحلق، والرئتين، والجيوب الأنفية، وعندما يتعرض الجسم للإصابة بالحساسية أو نزلات البرد أو العدوى، فإنه يصنع المزيد من المخاط، إلا أنه في بعض الحالات يكثر البلغم مثل البلغم الأبيض ويستمر لفترات طويلة.
أسباب البلغم الأبيض
يعتبر البلغم الأبيض كما ذكرنا عرضاً لبعض المشكلات الصحية، ويمكن أن يكون نتيجة للحالات التالية:
- مرض الانسداد الرئوي المزمن.
- الالتهاب الرئوي.
- الوذمة الرئوية (ماء الرئة)، وقصور القلب.
- مرض الارتجاع المريئي المعدي (الجزر المعدي المريئي).
- التهاب وتهيجات الحلق.
- الأنف التحسسي.
- التدخين والتدخين السلبي.
- الجو الجاف.
وتجدر الإشارة إلى أن البقاء في الجو الجاف لفترة طويلة يؤدي إلى انسدادات المخاط في الأنف، ما ينتج عنه بلغم أبيض مستمر، ولهذا يجب الحرص على ترطيب الأنف قدر الإمكان.
أنواع البلغم الأبيض
يمكن تقسيم البلغم الأبيض إلى نوعين رئيسيين:
· البلغم الأبيض الرغوي:
وهو البلغم الذي يحتوي على الفقاعات والرغوة.
· البلغم الأبيض الصلب:
وهو بلغم أبيض كثيف وصلب، ينتج عند إصابة الشعب الهوائية بعدوى بكتيرية، ويتم علاج هذا النوع من البلغم باستخدام المضادات الحيوية تحت إشراف طبي.
يعد البلغم بشكل عام أداة من أدوات الجسم لمحاربة الجراثيم والفيروسات حال الإصابة بالعدوى، إلا أنه في بعض الحالات قد يكون مستمراً بشكل مزعج، كما أنه قد يكون مؤشراً على بعض المشكلات الصحية، ويعتمد علاج البلغم الأبيض على العديد من الإجراءات، ومنها:
- شرب كميات كبيرة وكافية من الماء والسوائل الأخرى للحفاظ على رطوبة الجسم.
- أخذ قسط كافي من الراحة للحفاظ على طاقة الجسم لمواجهة العدوى.
- استخدام الأدوية المحاربة للبلغم والتي لا تحتاج إلى وصفة طبية، ومن أهم تلك الأدوية:
· مزيلات الاحتقان، مثل رذاذ الأنف "أوكسيميتازولين".
· السودوإيفيدرين (Pseudoephedrine).
· مضادات السعال، مثل "ديكستروميثورفان".
· أدوية الإفرازات الشعبية، مثل "غايفينسين".
كذلك يمكن علاج البلغم الأبيض من خلال الرعاية والعلاج المنزلي دون الحاجة إلى زيارة الطبيب، ومنها:
- الحرص على اقتناء أجهزة ترطيب الهواء؛ إذ تعمل على تخفيف البلغم الأبيض العالق في الصدر.
- استخدام الزيوت الطبيعية لتدليك الصدر؛ إذ تعمل على الشعور بالاسترخاء، وجعل السعال أكثر قدرة على إخراج البلغم، ومنها زيت النعناع، وزيت الأوكالبتوس.
وفي حال استمر البلغم بعد اتباع الخطوات التالية، أو دام لمدة تزيد عن 9 أيام، فيجب على المريض الذهاب إلى الطبيب للتعرف على الحالة الصحية المؤدية إلى البلغم الأبيض.
نصيحة طبية
يجب التنويه على أن البلغم بشكل عام لا يعد خطيراً؛ إذ أنه أحد أساليب الجسم لحماية الجهاز التنفسي، وفي حال استمر لمدة تزيد عن 9 أيام، فيجب استشارة الطبيب المختص، خاصة طبيب الأنف والأذن والحنجرة.
تعليقات: 0
إرسال تعليق